عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح
عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ 21 محرم 1441 هـ ، الموافق 20 سبتمبر 2019.
لتحميل خطبة بعنوان : عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، وعناصرها:
لتحميل خطبة بعنوان : عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، للشيخ عبد الناصر بليح، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة بعنوان : عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
ولقراءة خطبة بعنوان : عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : كما يلي:
عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة
الحمد لله رب العالمين ..وأشهدأن لاإله إلا الله وحده لاشريك له القائل:” اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ”
وأشهد ان سيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله القائل:” ثلاث مهلكات:”شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه”(الطبراني وصححه).اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم ..أمابعد فياعباد الله.. :”وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوالَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ”(فصلت: 26). جرثومةٌقديمة،زَرَعهاالكفَّاروجرمٌ شائنٌ،وصنيع مهينٌ،هو بضاعةالمفلسين،وسبيل المفسدين،وحِيلة المجرمين، هو باقٍ ما بَقِي للحقِّ صوتٌ وأعوان، وسيبقى الحقُّ ما بَقِي الليل والنهار.هو حقيقة لا خيال، وواقع ليس مؤامرة، نراه كلَّ يوم يتجدد، فنزداد يقينًا بموعود الله إنَّه الصدُّ عن سبيل الله.
ذلك الانحراف الخطير،والوِزر الكبير الذي حذَّر منه المولَى سبحانه في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه، وما ذاك إلا لتَجدُّد صُوَره، وتعدُّد أشكاله، وبقاء دُعاته.
الصدُّعن سبيل الله وهوأن يقال:”لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ”ثم تولَّى سقيها ورعايتها المنافقون:”اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ”(المجادلة/16).
والصدُّ عن سبيل الله معركة متجدِّدة، وعداوة باقية، وأسلوبٌ متواصًى به، عُودِي به الأنبياء أزمانًا، واشتكى الصالحون منه دهورًا.. وتأمَّل في قول الحقِّ – سبحانه وتعالى:”إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ”.(الأنفال: 36).
عباد الله :” الصدُّ عن سبيل الله قد يكون عامًّا، وذلك بالصدِّ عن الدين كُليَّةً، وقد يكون الصدُّ جزئيًّا،وذلك بالصدِّ عن بعض تشريعات الإسلام، ومحاربتها ومَنْعها، والتضييق على أهلها، كالحجاب والنقاب، والأذان وحَلقات القرآن.
#صور الصدِّ عن سبيل الله:
إخوة الإيمان، صُوَر الصدِّ عن سبيل الله كثيرة مُتعدِّدة، ذكَرَ المولَى سبحانه – بعضها، وذاقَ المصطفى – صلى الله عليه وسلم – أمرَّها، ورآها المسلمون أزمانًا.
ولئن رأى أسلافُنا صُوَرًا من الصدِّ عن دين الله، وذاقوا بأْسَها، فهي تَظَلُّ صُوَرًا لم تتعدَّ نطاق مُحيطهم، لا تصل إلى مستوى عصرنا الذي وصلتْ فيه البشريَّة مَبلغًا عظيمًا من التقنية والسرعة والاحترافية، واستُعْمِل كثيرٌ منها في الصدِّ عن سبيل الله؛ حتى بلغَ شررُ الباطل وسمومُه الشرقَ والغرب.
عَرَفْتُ الشَّرَّلاَ لِلشَّرْ ولَكِنْ لِتَوَقِّيهِ وَمَنْ***لاَ يَعْرِفِ الشَّرّمِنَ الْخَيْرِ يَقَعْ فِيهِ.
وأول صور الصدِّ عن سبيل الله:
تخذيل الناسِ عن مسيرة الإصلاح و فِعْل الخيرات واصطناع المعروف :
يكثر فِعْل الخير، وتتعدَّد صورُه، ويعم نفعُه، ويُرَى أثَرُه في صلاح المجتمع وتديُّنه، فيَشْرَق مَن يَشْرَق من مَرْضَى القلوب من هذا الإقبال والمسارعة نحو الخير، فيزرعون ألغامًا من العَثرات والمثبِّطات عن فِعْل المعروف، تارة بالتزهيد فيه، وتارة باتهام نيَّات أهْله وهذا أسلوب قديم مكشوف، فقد سعى المنافقون في عهْد النبوَّة إلى تخذيل غيرهم عن فِعل المعروف، فهتَكَ عالِمُ الغيب سبحانه – أستارَهم، وفضح سرائرَهم، وقصَّ علينا أقوالَهم ووسائلهم.
فتارة يستخدمون أسلوب الغمز واللمز، والسخرية من فعل الخير، فإذا أنفَقَ أحدُ الصحابة نفقة كبيرة، لَمَزوه، فقالوا: ما أراد بها إلا الرِّياءَ.
وإذا أنفق أحدُ الصحابة جُهده، وقلَّتْ نفقتُه، غَمَزوه، فقالوا:
إنَّ الله لغنيٌّ عن نفقة هذا؛:”الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”(التوبة: 79).
وتارة ينهَون الناسَ عن النفقة والبَذْل على المحتاجين من الصحابة؛ حتى ينفضُّوا عن مجلس النبي – صلى الله عليه وسلم – ومجالسته، تحت وطأة الضيق والجوع؛ :”هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُواعَلَى مَنْ عِنْدَرَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا”(المنافقون/7).
هذه بعض أساليب أهْل النفاق في التزهيد في الخير، وعمل الخير، ونشْرِ الخير، والإصلاح من قديم الزمن :”قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”(هود/88).
ونحن اليومَ نرى نفسَ الأطروحات تتكرَّر:
ولكن بأسلوب مغاير، نقرأ ونسمع من يتبرَّم من كثرة الأعمال الدعويَّة، والمشروعات الخيريَّة.نري من إذا قام بمشروع خيري ومصلحة عامة في الحي أوالقرية قامت ضده حملة شعواء –نري من يتضجَّرون من الإصلاح والتقدم ونري من يحبكون الشعارات والشائعات ويلفقون الاتهامات الكاذبة ضد المصلح وكأنه هوالمفسدفالأمر بالمعروف والناهي عن المنكر مستكره ويتحد أهل الشر ضده فسبحان الله! اختلفتْ قوالبُهم، واتَّحدتْ قلوبُهم.
وثاني–صورالصد عن سبيل الله: فتْحُ باب المحرَّمات على مصراعيه
من صور الإغراءات والشهوات، وإشاعة القول الباطل، ونشْر الشبُّهات، مع جذْبِ الناس إليها بالدعايات البرَّاقة، والوسائل الجذَّابة، وإلهاء الناس بها عن أصْل وجودهم، وأساس خَلْقِهم.يملكون من الوسائل والأساليب ما يجعل قولهم مسموعًا؛”وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ”(المنافقون: 4).
فيا لله! كم كان لجريمة فتْح باب المحرَّمات من آثار وآثار في الصدِّ عن سبيل الله، كم راجتْ فواحش ومحرَّمات بسبب التسويق لإغراءاتها، والتهوين من مقدِّماتها، ثم لا تسلْ بعد ذلك عن مخرجات فِعْل هؤلاء الصادِّين، ونتائج صنيعهم؛ من خراب المجتمع، وانتشار الجريمة فيه، وإشاعة القول الفاحش بين أهْله.
لقد عاتَبَ الله تعالى أهْلَ النفاق؛ لأجل مسارعتهم وحبِّهم لإشاعة الفاحشة، فقال – سبحانه:”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”(النور: 19).
ومن الأمور التي يقرِّرها العقل والدِّين، ويصدِّقها الواقع والحال، أنَّ النفوس إذا أُلْهِيتْ بالمحرَّمات، ابتعدتْ عن سبيل الله – تعالى – وطاعته ومَرضاته. فصدالشباب عن الزواج بارتكاب الفاحشة وصدوا عن الكسب الحلال من التجارة بالربا وصدوا عن التعليم بالجهل وصدوا عن الاحترام ومكارم الأخلاق بسوء الأدب وهكذا..
وصدوا وأعرضوا عن أحكام الشرع، واعتراض عليها، والتشكيك فيها، أو السعي لعلْمنتها، وتحريفها عن معانيها:”وَإِذَاقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا”(النساء/61).
ثالث– صور الصد عن سبيل الله: تشويه صورة الحقِّ وأهله:
هذا الفِعْل له ما بعده من الأفعال؛ من جُرأة السفهاء، وتسافُل الجُهلاء على أهل العلم، ودُعاة الحقِّ، وجند الله وحراس العقيدة والدين والوطن وإحداث البلابل داخل المجتمع بعد ذلك.
ونحن اليومَ نرى بعض مَرْضَى القلوب يحضرون مجالس العلم، أو يتسمعون ندواتهم، لا للاستفادة منها، أو نشْر الخير الذي فيها؛ وإنَّما لتصيُّد كلمة حمَّالة، أو بَتْر عبارة من سياقها؛ ليُزَاد عليها بعد ذلك، ثم تُبَث وتُنْشَر على أنَّها من قول هذا العالم أو الداعية؛ كل ذلك لتشويه صورته وتجهيله وتقزيمه.
ويزداد الأمر سفالةً حين يستخدم هؤلاء أسلوب التحريض، ولغة الوشاية ضدَّ الجيش والشرطة والقضاء وضدالرموز الوطنية.
وهذا أسلوب عرفناه من قُدماء المنافقين الطابور الخامس منذ فجر الإسلام ابن سلول وأعوانه لقد حضَر المنافقون مشاهدَ الجهاد، ولكن لم يكنْ حضورُهم لرفْعِ راية الدِّين؛ وإنَّما لزعزعة صفوف المؤمنين، وخَلخلتها من داخلها؛ قال تعالي عن هؤلاء المنافقين:”لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”(التوبة: 47).
فبعد الانتصار في غزوة بدرقالوا:
” يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت إنا نحن الناس، وإنك لم تلق مثلنا”،وأرادوا بذلك زعزعة الثقة في جيش الإسلام وهزيمته نفسياً حتى أنهم حرضوا عبد الله بن سلول قائد الطابور الخامس للتحريض علي الجيش الإسلامي و في غزوة أحد كان السبب الرئيسي في هزيمة أحد الطابور الخامس ..
عندما وصل جيش المسلمين الشوط (اسم حائط -أي بستان- بين المدينة وأحد )، انسحب المنافق ابن سلول بثلاثمائة من المنافقين، بحجة أنه لن يقع قتال مع المشركين، ومعترضاً على قرار القتال خارج المدينة، قائلاً:”أطاع الولدان ومن لارأي له، أطاعهم وعصاني، علام نقتل أنفسنا”( البداية والنهاية (4/14).
وكان هدفه الرئيس من هذا التمرد أن يحدث بلبلة واضطراباً في الجيش الإسلامي لتنهار معنوياته ويتشجع العدو، وتعلو همته، وعمله هذا ينطوي على خيانة عظيمة، وبغض للإسلام والمسلمين، وقد اقتضت حكمة الله أن يمحص الله الجيش ليظهر الخبيث من الطيب حتى لا يختلط المخلص بالمغرض، والمؤمن بالمنافق( غزوة أحد دراسة دعوية ، ص84.)، قال تعالى:
” مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ” ( آل عمران/179).فالجبن والنكوص هما اللذان كشفا عن طوية المنافقين فافتضحوا أمام أنفسهم وأمام الناس قبل أن يفضحهم القرآن.
جيش العسرة:”.
ـــــــــــــــــــــــ
وعندما أراد الرسول صلي الله عليه وسلم أن يجهز جيش العسرة ذهب ابن سلول أيضاً يحرض المسلمين علي عدم التبرع ولكن الصحابة فطنوا لذلك الأمر فمنهم من تبرع بكل ماله كأبي بكر الصديق ومنهم من تبرع بنصف ماله كعمر بن الخطاب ومنهم من تبرع بتجهيز سارية من الجيش كعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً.
وفي غزوة الروم لما جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم أسامة بن زيد قائداً عاماً للجيوش وهوابن السابعةعشرربيعاً أشاع الطابور الخامس بين الجميع كيف يقلد صبياً هذا المنصب الرفيع ويترك كبار الصحابة أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم , فكان الأمر أشبه بالصدمة للمسلمين، فقد استنكر البعض منهم أن يكون هذا الشاب الصغير قائدا على كبار الصحابة والمهاجرين الأوائل في الإسلام، وقد وصلت هذه الشكوى إلى الرسول، وكان قد اشتد عليه المرض الذي سيؤدي إلى وفاته في النهاية.وخرج الرسول في مرضه الشديد إلى المنبر لتهدئة هذه الجموع الغاضبة ويذكرهم بأنهم اعترضوا على والده القائد الشاب من قبل، فيقول:
“إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي،وإن هذا لأحب الناس إلي بعده”(البخاري).
توفى الرسول قبل أن ينطلق الجيش، ولكن أبو بكر الصديق يصر على إرسال «أسامة» على قيادة الجيش، وأصر الصحابة علي أن يركب أسامة بن زيد فرسه ويسير أمامهم وهم يمشون رجلاناً خلفه حتى يضع كل منافق لسانه في فمه ولا ينطق وبالفعل أخرسواولم يتكلموا ..وهو أبلغ رد علي هؤلاء المنافقين ..
وقد روى عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ” تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر “(الطبراني والحاكم وصححه) وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر وزاد فيه: (وأنتم الجند الغربي).
وفي جزء من خطبة طويلة لعمرو بن العاص رضي الله عنهما ، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم : حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض .
فقال له أبو بكر :
ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال:لأنهم في رباط إلى يوم القيامة”أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في ” فتوح مصر ” (ص/189) ، والدارقطني في ” المؤتلف والمختلف ” (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (46/162) ، وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في ” فضائل مصر ” (ص/83) ، وعزاه المقريزي في ” إمتاع الأسماع ” (14/185) لابن يونس .
فهذه منقبة لمصر واستمرت قليلة الفتن معافاةلم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار، وما زالت معدن العلم والدين، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر. انتهى.
وقد قلنا كثيراً إن ثورات الخراب العربي كان المقصدمنها هو هدم جيوش دول الإسلام،وفناء المسلمين، وذبح بعضهم بعضا،بحرب خبيثة كانت أهم وسائلها حروب الجيل الرابع عبر نظرية فلسفية تدعى بالفوضى الخلاقة.
وبالفعل هدمت كل الجيوش القوية في المنطقة، ولم يعد في دول الإسلام غير جيش أرض الكنانة،تحقيقا للنبوءة النبوية خرج من هذه الفتنة سالماًوصار من أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط وله تصنيف عالمي كما ذكرالخبراء في هذا الشان. إذيحتل المرتبة العاشرة من بين جيوش العالم أجمع..
وحمى الله مصر من هجمة دجالية شرسة، كادت أن تعصف ببلد الأزهر الشريف.
فالجند الغربي وخير أجناد الأرض الذين يتطاول عليهم السفهاء والطابور الخامس هم الذين أوقفوازحف التتار بعد اجتياح نصف الكرة الأرضية،والجند الغربي خير أجناد الأرض هم الذين طردوا الصليبين من القدس بعد احتلالها قرون، والجند الغربي خير أجناد الأرض هم الذين مرغوا أنوف الصهاينة في سيناء، في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 73م ووالله لنا معهم جولة أخيرة تحقيقا للوعد الصادق من نبينا -صلى الله عليه وسلم:” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله” وزاد مسلم:”إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود”(متفق عليه).
رابع صورالصد عن سبيل الله:التضييق على صوت الحق وتكميمه،
ومنعه من أن يقول كلمته الرشيدة الهاديةبأدب ولباقة.. وهذه سُنة قديمة لها عواقب وخيمة.. فقد سعى المشركون لمنع الحق بقولهم:”لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ”(فصلت/26).ثم لَمَّا رأوا إقبال الناس على دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتأثُّرهم بها، وأنَّها دعوة قد خرجتْ من إقليميَّة مكة، وبلغ صداها ومؤيدوها خارج مكة – سعوا لحبس صاحب هذه الدعوة، وخَنْق صوته، أو لقتْله، أو لإخراجه:”وَإِذْيَمْكُرُبِكَ الَّذِينَ كَفَرُوالِيُثْبِتُوكَ أَوْيَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ”(الأنفال/30).
كم شَرِقَ مَن شَرِقَ في هذا العصر من كثرة المواقع والقنوات والمنابر الإعلاميَّة الإسلاميَّة الداعية إلى الدِّين والهدى، والخير والسُّنة، والمحذرة من الشرِّ والغواية والبدعة، مما كان لها أثرٌ ملموس على الناس.كم مرَّ على المسلمين من صورٍ قاتمة في الصدِّ عن سبيل الله، بل كم ذاقوا من مواجع وفواجعَ وصلتْ إلى حدِّ التصفية الجسديَّة، حتى دبَّ اليأس في نفوس أهل ذلك الزمان.
تسقط بغداد عاصمة المسلمين في عهْد العباسيين، ويُقتل فيها ما يُقارب مليوني مسلم، حتى قال بعض المؤرِّخين عن تلك الحقبة: “لن تقوم للإسلام بعده قائمة”.
ثم أغفى الزمان إغفاءَه، فإذا هو أمام جيل من أهْل الإسلام يفتح القسطنطينية، ويقف بعِزَّة وشموخ أمام أسوار “روما” مَعْقل قلب النصرانيَّة. كم بُذلتْ من المليارات لتنصير المسلمين، وتشويه دينهم!كم عقدوا المؤتمرات قديمًا؛ لجعل إفريقيا عام ألفين للميلاد قارة نَصرانية!فمضى هذا العام، وأعوام في إثره، وخيَّب الله مسعاهم، بل غزاهم الإسلام بنوره وهداياته في قلب أرضهم.حتى قام بابا الفاتيكان السابق الهالك وقال قولته المشهورة: “هيا تحرَّكوا بسرعة؛ لوقف الزحْفِ الإسلامي الهائل في أوربا”.
ما نسينا حملة الفاتيكان قبل سنوات “مليون ضد محمد”، والهدف الحدُّ من انتشار الإسلام.فأبشروا يا أهل الإسلام، فالدين منصورٌ، والحقُّ ظاهر.
وإنَّماالشأنُ كيف نكون دعاةً لهذا الحقِّ، وكيف نتسور الرِّفْعة بالعمل لنشْر الدِّين وتبليغه .. تلك عباد الله بعض صور الصدِّ عن السبيل، وشيء من أشكاله، جعلنا الله وإياكم دعاة لكلِّ معروف، مفاتيح لكلِّ خيرٍ، مغاليق دون كلِّ شرٍّ.
الخطبة الثانية : عاقبة الكبر والصد عن سبيل الله وخيمة ،
الحمد لله رب العالمين والصلاةوالسلام علي أشرف المرسلين وبعد فياأيها المسلمون ومن أسباب الصدعن سبيل الله
رفقاء السوء وأثرهم في الصد عن سبيل الله
ورفقاء السوء سبب رئيسي في الصد عن سبيل الله فكان المشركون إذا أراد أحدهم الدخول في الإسلام، أو حدث نفسه بذلك ثبطه أقرانه، وعادوه، وأثاروا حمية الجاهلية في نفسه، بتعييره بمخالفة الآباء والأجداد، وقد كان ذلك سببا في وفاة أبي طالب على ملة الكفر، فقدروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على عمه لما حضرته الوفاة،فقال:”أي عمّ، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله”، فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية – قبل إسلامه رضي الله عنه:
يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه،حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب”(البخاري).
وروي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:”لولا أن تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك”(مسلم).
ومما يدل على أثر الرفقة السيئة في الصد عن سبيل الله قوله تعالى :”وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًالَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْجَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا”(الفرقان/27-29)، مما قيل في سبب نزول الآيات أن عقبة بن أبي معيط أسلم،أو كاد فصده أمية بن خلف -وكان خليلا له-عن ذلك فكفر”(لباب النقول في أسباب النزول ).
ومن أسباب الصد عن سبيل الله” الكبر“
إخوة الإسلام :” والكِبْر صفةٌ مذمومةٌ ، وخلق سيئ ، وقد نهى الله عنه في القرآن الكريم ، وحذر منه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ،وذلك لأن الكبرياء والعظمة صفتان تختصان بالله العلي العظيم،قال تعالى:”وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”(الجاثية: 37).ويقول الله تعالى:”تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”( القصص )وقال تعالى:”وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”(لقمان/18).وقال تعالى:”سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ”(الأعراف /146) وقال تعالى:”إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ”(النحل/ 23)،
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:”لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ.قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ :”إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ “(مسلم).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَعْنِى :”قَالَ اللَّهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَن نَازَعَنِي وَاحِداً مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ “(أحمد).
مظاهر الكبر
أيها المسلمون:”وللكبر مظاهر وعلامات يعرف بها المتكبرون ، فمن مظاهر الكبر وعلاماته عدم قبول الحق ، والانصياع له ، بل ورده على القائلين به، وذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: « الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ».
ومن مظاهر الكبر وعلاماته : احتقار الناس وانتقاصهم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم :” وَغَمْطُ النَّاسِ” أي احتقارهم ، وسوء معاملتهم ،والغلظة معهم؛ وذلك لأن المتكبر يرى أنه فوق الناس، وأن له حقًّا عليهم، إما بمال كبعض الاغنياء، أو بجاه كبعض أصحاب المناصب والوجهاء ،
ومن مظاهر الكبر وعلاماته : أكل حقوق الناس بالباطل: وذلك لأن المتكبر يرى أنه لا أحد يقوى عليه، وأنه يستطيع إنفاذ ما يريد.
ومن مظاهر الكبر وعلاماته : رؤية النفس بأنها خير من غيرها؛ فالمتكبر يرى في نفسه خيراًعظيمًا، وأنه أفضل من الناس
ومن مظاهر الكبر وعلاماته : الترفع في المجالس، والتقدم على الأقران،
أما عن علاج الكبر :
“فهناك عدة أمور تعين بعد توفيق الله تعالى على التخلص من هذا الداء داء الكبر، منها: تذكر نعمة الله تعالى عليك؛ فإن العبد إذا تذكر أن كل ما فيه من ميزات وخيرات إنما هو من نعم الله تعالى قال تعالى:”وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”(النحل: 78).
من سبل ووسائل علاج الكبر:”الاقتداء بهَدْي النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه؛ وذلك بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم وتواضعه مع الصبيان فيسلم عليهم ويمازحهم، ومع الجارية فيقضي حاجتها، ومع الأعراب بلينه معهم، ومع أهل بيته فيكون في مهنتهم، ومع أصحابه فيشاركهم العمل،
ومن سبل ووسائل علاج الكبر : تذكر الآخرة، وأن مآلك إليها، فاستعد لها، وتأمل من هم أهل النار،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:”احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ فَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالَتْ هَذِهِ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ – وَرُبَّمَا قَالَ أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ – وَقَالَ لِهَذِهِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا “(مسلم).
عواقب الكبر والصد عن سبيل الله
أيها المسلمون:”وللكبر عواقب وخيمة ، ونتائج مفزعة ، ونهايات مقلقة ، فمن عواقب الكبر:
أن الكبر سبب في البعد عن الطاعة: قال الله تعالى عن إبليس:”وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ “(البقرة: 34).
وقال تعالى عن فرعون:”وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ”(القصص: 39).
ومن عواقب الكبر: أن الكبر سبب في الطبع على القلب بالغفلة والبعد عن الله قال تعالى:
“الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ”(غافر: 35).
ومن عواقب الكبر : أن الكبر يبعد الإنسان عن صفات المقربين لله جل وعلا ،قال تعالى:”إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ”(السجدة/15).
ومن عواقب الكبر : أن الكبر سبب للطرد من الجنة ودخول النار:ودل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:”وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ”(مسلم).
وقال تعالى:”فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ”(النحل/29)، ومن عواقب الكبر : أن المتكبرين يجازَوْن يوم القيامة من جنس أعمالهم، فكما تكبروا في الدنيا سيصيبهم الذل يوم القيامة، ولهم عصارة أهل النار، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:”يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةِ الْخَبَالِ “(الترمذي).
ومن عواقب الكبر : أن الكبر سبب في صرف الإنسان عن الاتعاظ والاعتبار بالعبر والآيات:
قال تعالى: “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”(الأعراف: 146].
ومن عواقب الكبر في الدنيا ، قد يكونا سببا في العذاب والخسف : عن أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِى فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “(مسلم).
ومن عقوبات المتكبرين في الآخرة ،أنهم يحشرونَ كأمثالِ الذرِّ (أي النمل الأحمر الصغير) على صور الرجال يطؤهم الناس بأقدامهم ولا يموتون وذلك بعد أن ذاقوا الموت في الدنيا.
عباد الله :” أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة.
______________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للمزيد عن أسئلة واختبارات وزارة الأوقاف
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف